بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني وأخواتي في الله
لكل المتزوجين والمقبلين على الزواج ومن سيأتيهم يوم بإذن الله
يفكرون فيه بالزواج ارجو من الخالق جل جلاله ان يوفقكم ويسعدكم .
لكل من تزوج او يفكر في الزواج بنية الطلاق أقول الخالق جل جلاله
حرم على نفسه الظلم فكيف حللته لنفسك.
ولمن تزوج او يفكر بالزواج في السر اقول له زدت على الظلم بالتعامل مع الحلال
كمعصيه فقد امرنا كمسلمين اذا ابتلينا بالمعاصي ان نستتر
فهل الزواج معصيه لكي تخفيه ؟؟
لكل هؤلاء ولكل ذو عقل وبصيره لا يبحث عن ثغرات لتبرير النزوات لانه يعلم
بأنه يصبح كمن يمسك بيده معول ليدك به اسس المجتمعات الاسلاميه
اسمحوا لي ان اشارككم افكاري :
وأبدأ بهذا السؤال:
هل الزواج وسيله لتحقيق هدف أسمى وهو السكن العاطفي والروحي
والمعنوي والتناسل ، أم هو هدف لإشباع رغبه او حاجه ام مطلب إجتماعي ؟؟!!!
ككل شيء حولنا تقريبا فرغنا الزواج من معناه الحقيقي وهو كونه اقوى واقدس
واطهر رابط يجمع بين الجنسين ولإستمراره لا بد من توافر جميع اركانه
ومتى إختل به ركن فإنه وإن إستمر يكون مشوه بارد ناقص لا معنى له .
المتأمل في حال المجتمعات الإسلاميه يذهل من نسب الطلاق المخيفه
ويعجب عندما يجد ان جل حالات الطلاق كانت لزواجات تمت بعد معرفه
وعلاقه عاطفيه بين الزوجين توجت بالزواج ثم اخذت بالانهيار والانحدار السريع
لتصل للسقوط المرير الذي يخلفه الانفصال .
هنا لا بد لنا أن نسأل أنفسنا كيف أوصلنا هذا الرابط القوي لهذه الدرجه
من الضعف والتفكك ؟؟!!
كيف فرغناه من معناه وتناسينا اساسه وتجاهلنا اركانه ؟؟!!
لماذا ونحن المسلمون إستطعنا ان ننسى بأن الزواج سكن وموده ورحمه
ورضينا بأن نحيا في ظله أغراب ؟؟!!
فاقد الشيء لا يعطيه ،فماذا ستقدمون يا من تخلطون بين الوسيله والهدف
لأبنائكم ولمجتمعكم وقبلهما لأنفسكم ؟؟!!
كيف ستنظرون للامام وتستطيعون البناء وانتم لم تعرفوا أهمية الانتماء الفعلي
لشريك حياتكم بحيث ترون فيه السكن العاطفي والنفسي والمعنوي تجمعكما
موده ورحمه تنتقل منكما لذريتكما فتخرج للمجتمع أجيال متماسكه قويه
من الداخل قبل الخارج ، أين يا ازواج اليوم الاصرار والعزيمه والنيه الصادقه
للاستمرار والبناء .
الزواج نعمه فلا تهربوا من مواجهة ما يصادفكم من مشاكل وعراقيل وتستبدلوها
بلامبالاة والبرود والتجاهل ، أرحموا أنفسكم وبعضكم البعض ، عيشوا هذا الرابط
العظيم كما أنتم لا كما يراد منكم ،ساعدوا شريككم على فهمكم بوضوح
لكي تستطيعوا ان تعينوا بعضكم البعض على الاصلاح
ومن كل قلبي أرجوكم أن تتذكروا دائما :
الزواج وسيله لتحقيق هدف أسمى وهو السكن بكل اشكاله وانواعه
لكما ومن ثم التناسل .
فلا بد لتحقيق أي هدف من وسيله والزواج هو أول أساس يوضع لتفعيل
أقوى وأقدس رابط يجمع بين إثنين .